ساعدنى مدرسى فى المرور من ظلمة الأيام الأولى بعد فراق أخى, كان منّى بمثابة المتغير الذكى الذى أراه فى نهم الدنيا وحشاها, يتسابق الكل ليملىء نفسه بما تطيب لها من ملذات, يركع لها وربما يسجد متعبدا لترضى, يضحى بالقرابين وليتها ترضى, لا قناعة فى بنى البشر, لا عفو بين الناس ولا غفران, لا حياة فيهم سوى حياة الغابة ينهش كلاً لحم الآخر, المهم له أن يرضى عنه ملكه, امبراطوره, نفسه وأن يشبعها من حياة الآخرين لها حيوات.
لم أر سوى معلمى هذا, كان كالنور فى ظلمة الأيام, رغم وضح الشمس كل يوم إلا أنها كانت تختفى عنى تميل خلف سحابات أو كأنها تأخذ من القمر ساترا كل يوم لتختفى فى كسوف عن أفعالنا, كأن المتغير الكونى الغريب عنا أن نراها ساطعة تنير دواخلنا وتنثر روح الحياة فينا.
رغم الضباب يغشى عينيه, رغم السكون الدائم والصمت, أراه لى نبراسا للحياة وأملا جديدا يرمقنى .
صادفتنى مقابلته فى الحىّ المجاور للسوق بالقرب من الضاحية التى كانت تقع فيها فيلا أخى
وتحدّثنا طويلا عن حالى وتقدمى فى القراءة والكتابة
كنا نلتقى كثيرا, كنت أتمنى أن يكون بحرا عميقا جدا أنثر فيه أسرارى فتغرقها المياه, لا يصل أحد لقاعه
لكننى لم أرد أن أعيد آلامى فى ظل حياتى الوردية المليئة بحنان الأخ وبالحب.
قدمته لأخى وكانا يتبادلان الحديث فى أمور الدولة وأحوال البلاد وثقافة العالم مما كنت أجهله وقتها
كان مرحباً به دائما من قِبَلِ سيّدى ( أخى ), كانا يقطعان أشواطا فى الحديث, فى السمر, فى اللعب, فى كل مشترك بينهما.
وما أن حدث ما حدث وعلم معلمى به حتى أتانى وأنا أجلس أمام قبر أخى وأخذنى بحاجاتى البسيطة إلى السكن الذى أجرته, كان مجاورا لسكنه فكان يمر علىّ نهارا يسألنى إن أردت شيئا, ويمر علىّ ليلا ءانس به ويأنس لصحبتى حتى يغافينى النوم فيطفىء الأنوار ويرحل إلى سكنه حتى يحل شروق يوم جديد.
وعاودتنا آفة الذكريات, سألته فى سمرنا ليلة وماذا عنك؟
لماذا تغشى عينيك سحابة زاخرة بدموع تثقلها ولا تنهمر؟
لماذا أراك عبوسا قاطبا رغم ابتسامتك ؟
لماذا أرانى دائما فى مرآة وجهك؟
وتدور دفة الحديث ليحمل هو سؤالا, لماذا كلما رأتنى أمكِ بمرسالا لكِ أصابها سهم كأنه يحمل بمقدمته قنبلة مسيّلة للدموع, تبكى بفرح, تهلل بقدومى, تجلس مهمومة وإذا ترانى تهلل؟
ربما لأنها تعلم أنّك حاملٌ مرسالى
لا, فما كانت أحضانها إلا حنانا وشوقا
وما كانت نظراتها إلا لقاء بعد غربة
وما كان انتظارها إلا لى كلما مررت للمدرسة حتى وأنتِ لا تزالين ببيتك
اصطنعت سؤالا فما طاوعنى فيسألها, وحالفنى الصمت ككل حياتى بلا رافد, لا يهمنى لها مذاقا ولا معنى.

9 رؤى:

البوست هذا المره احسست فيه بغموض غريب فبدت لي الفكره وتفاصيل الاحداث مشوشه في عقلي , يمكن بقي من تاثير الصيام ههههههههه

كل سنه وانتي طيبه , ربنا يعينك علي الامتحانات

رمضان كريم

بجد ابدعتي فالبوست ده رائع وعجبني جدا بس فاوله كنت حاسك متاثره بحال الدنيا قوي وكان في موقف حصل معاكي قبل ما تكتبي البوست ده خلاكي تبتدي البوست بالمقدمه القويه دي
"وأن يشبعها من حياة الآخرين لها حيوات"

"حالفنى الصمت ككل حياتى بلا رافد, لا يهمنى لها مذاقا ولا معنى" بجد حلوه

من الواضح مقدما انك طبيبة تعرفين كيف تكسبين قوت يومك
حداشر جلسة في حالة واحدة ؟؟؟؟
و على كده الجلسة الواحدة بتعملها كام ؟؟
:D
( وش واحد شرير )

سأعود للقراءة لاحقا
جئت فقط بغرض اضافة لينك مدونتك لقائمة المدونات التي اقرأها

لي عودة

فارسنا الملثم
مرحبا بحضرتك
بس بلاش انت اللى تقولى غموض
أحسن كده هتثبت كلام الشعب العربى كله فى ان لى اوقات بسيطة ينتابنى الغموض
:))
كل سنة وحضرتك بالف خير وعافيه
واقراها تانى بعد السحور او بعد التراويح لكن بلاش وقت الضهرية ولا العصرية كمان :))
دعواتك .. لم يتبق لى غير يوم واحد واخلص السنة دى
سنة طويييييييييييييييييلة جداااا
يوم ما اخلص هاخد اجااااااازة
بس اكيد هقضيها هنا فى النت برده
:))
شرفت لمرورك وتعليقك الكريمين
:)

نايت
أخى الصغير
:))
كل سنة وانت طيب
رمضان كرييييم
هو أكيد وبالتأكيد حماس الجلسات دى كلها بسبب الامتحانات
ربنا يعديها على خير ويستر فى النتيجة
:))
سعدت لتعليقك ومتابعتك
كذلك للكلمات التى تختارها
شكرا جزيلا لك :)

أخى جاك سبارووو
على فكرة أنا توقعت مع بداية المدونة هذه ان الكل راح يعلق بكلماتك هذه
لكن الظاهر ان اغلب اللى بيعلقوا تناسوا إلا حضرتك طبعا
:))
( وش بيخمّس)

لازم طبعا الطبيب النفسانى يضبط نفسه
الكشف بحاجة وستين دا لدكتور جامعى
لكن احنا لسه طلبه
فهعديها لحد ما نتخرج ونشتغل يا كريم كمان كام سنة كده على ما نتخصص إن شاء الله

وبعدها ابقوا شوفوا وشى
مش أنزل الجلية إلا لما تدفعوا الحساب القديم اللى على كل قارىء
( وش مقلوب من الضحك )
ههههههههههههه

شكراجزيلا لحضرتك

بوست رائع جداجداجدا


لالالا كده اول اما اتعب هكون عندك علطزل

بس بلاش تعمليلي ب11 جلسه هما اتنيبن حلو :)

تحياتي

آنستى كيارا ( ضى القمر ) شرفت لمرورك الطيب
وروحك الجميييلة جدااا تبارك الله
انا مش عايزه احسد العيادة بدرى بدرى حاكم العيانيين زادوا كده
:))
هنطول وهعملك خصم تلاته فى المائه
شوفتى بقى .. ايه رأيك
ههههههههههههه
نورتينى وتحياتى لكِ أيضا :)

اية رأيك تشرفنا بالتواجد معنا يوم السبت؟ 13/9 هنتقابل فى مستشفى ابو الريش الساعه 3 عصرا للتبرع للاطفال
؟؟؟
وباقى التفاصيل عندى بالمدونة

إن كان البحر حياتنا التى اخترنا الإبحارَ فيه, وسكونه فى ليلة شتاء صدرك تدفئنى فيه, وموجاته العاتيات هموما تدافعت تغرقنا فيه.. فإنى أثق بك لأجدنى دوما بأحضانك تبحر بى لشطه الأمين.. أما قلت لى ياقدرى يوما أنك تستطيع السباحة والغوص فيه !!

شِـــق الـقــــمر


تنظر إلى الضوء من بعيد وتسمو بنفسك لتكون مصدر الضوء
ترقى لتنشر شعاعك فينير منهاجا فى ظلمة الليل
تلفت بعينيك فلا تجد إلا قوسا من القمر يبث ضياءه إليك
تعجب تندهش.....!!!!
ما باله لا يكتمل ليصبح ذاك البدر وضاحا ينثر من إشعاعه فيضىء طريقك والكون
وتتساءل وتنكر على الشمس قدرة انعكاس ضوئها لتمنح القمر دائرة الضوء
فيلحق الشق بك ليخبرك إذا ما توازعت نسمات ضوئى على سطح كرتى لتاه إشعاعى فى عتمة الضوء
فلا تنظر لسعةٍ دون وضوح ولكن اتبع ضوئى فستنظر الكون جلىّ
ذاك أنا لست البدر ولكنّى أحمل من التركيز ما يكفينى لينسبنى لصاحب الجمال ورومانسية الشعراء
ينسبنى لعالم السنان بين الكبار
ادعونى كما تدعونى
ولكن لا تنسوا
فضوئى نبراس
ذاك أنا أحمل طوق الضياء
وذاك مسماى
فأنا
شق القمر

متلـصـصــون

إننى على موعد مع الربيع


تنعزل عن العالم كله..تخشى العالم كله..ترغب فى ركن ولا تجده..تثور عليك معدتك..تشعر بألم بها يزيدك اضطرابا..يعلن هيجانه..يعلن صيحته..يغضبك..ينال منك

لا جديد فى بيتك..لا تغيير فيمن حولك..تريد أن تتغير..تريد أن تتقدم .. والكل واقف حولك

لتعود إلى حيث هم..وتقف وحدك..تبكى ولا تدرى هم أم أنت!!؟؟

قلبك الحنون , المجنون , الثائر , الملىء بالصخب والمجون يدور فى دائرة المجهول

ترى هل أحد يدرى ما به من صنوف... وما يدور حوله من دروب ..!!؟

تعاند , تثور , تلين , تغضب , تهجو , تمدح , تنتقد , تتكلم , تصمت ولا تتحدث , وفى النهاية

تتوحّـــد

إلى الشاطىء المقابل

نضحك.. وهل للضحك وظيفة إلا الإخفاء... .. فيا صانعا بسمتى (قلبى) حان لك أن تغلق الأدراج.. أن تسدل ستائر غرفة الماضى السوداء.. أن تخرج من غابات ليلك.. من صرخات مخاوفك.. أن تصم آذانك عن دوىّ موسيقاك المزعجة, قعقعات الأبواق, صرير صانعى السيمفونيات, دبيب أقدامهم, وعويل المطارق..



حان لك أن تبعث شمس الحاضر الدافئة من خلف الغيميات.. عد إلى مرسمك, أطلق لإبداعك العنان, وانثر الأخضر والأحمر وأطياف الروح.. بعثرها فى كل مكان, وانشر رياحين الجنان الغناء, وتنسم عبير مستقبلك النقى قادما إليك من نوافذ سماواتك الشفافة بطهرة المحيطات الزرقاء.. حرك برياحك سحبا فى كل مكان وامطر الأرض كسفا تسقى الميتة حبا وخيرا وجمال..




أحبــك


ءأمتعك التلصص!!؟