أنا جالس الآن بين يديكِ
لن أسلّيكى بالقصص, لكنّنى سأحل لغز الصندوق قبل أن ترى ما فيه, هذه حياتى وحياة أخيكِ, تقابلا ولا أظن نهايتها إلا واحدة, فإن كانت قتلته وحدته, فإنى أراها تقتلنى عن قريب.
نفس الحدث فتاتى, إنسان ليس له أب أو أم, من أبوه.. لا يدرى, من أمه .. لا يدرى
رغم أن لسانه لم يفتقر يردد أمى وأبى
تستيقظ من نومك فيخبروك أن لا أبّ ولا أم
أننا فقط مدربوا الدمى الرقص
عشنا سنين العمر مخدوعين فى أحضان ليست لنا.
لا أدرى منذ صغرى لماذا نضجت خائفا متوجسا منطويا على نفسى, وحشا مفترسا هائجا على من حولى رغم كل الحنان الذى تربيت فيه والنعيم الذى نعمت به من مال ومأكل ومشرب وصحبة وعلم وأهل غير آبين علىّ.
كل مرة أنظر فى عينيها أرى دموع الحنين, دموع الشوق, دموع لقاء الغريب, أرى قلبا ينبض بالحنان والدفء
لم أتساءل لماذا رق لها قلبى, لكننى كعادتى توجست, ربما سيدة الشارع تلك تحن بنظراتها ترفقا فتميل عاطفتى ,
ربما أدركت ضعفى وانطوائى فاستغلته ولو أجبتها لن تتركنى حتى تأخذ منّى.
كنت أتركها بنظرة قاسية, وكانت تردنى بنظرة عاتبة حانية, لم أفهمها حينها, لكننى مع التوالى فهمت
عشت لنفسى بعدما علمت حقيقة الثرىّ الذى اشترانى بماله مستغلا فقر أهلى وضعف حالهم, اشترانى لأكون أنا فخره بين أهله وعزوته الغير آبهين له, علمنى وأغدق على بالعلم, منحنى كل جميل فى حياتى, لم يعلمنى الكذب فى حياتى أبدا, لم يعلمنى الخداع ولا شراء الناس واستغلال الظروف, علمنى أن أكون نفسى, أن أكون كما أريد, أن أعيش عنفوان شبابى, لكنّه لم يعلمنى أن أكون كريما أو عطوفا أو جوادا, كان يخشى على ماله وعلى تركته, فما اشترانى إلا لأكون اسما يخزن فيه تركته, نعم.. خشى من أهله وسطوتهم وسلطتهم فاشترانى من حيث لا يدرون من أين أتيت, تعلمت خارج البلاد حتى أصبحت طفلا رشيدا ببعض الفكر, قال هذا أنا أبوك وهذه أمك, وكل من حولك يريدون مالك, يريدون حياتك, يريدون تركتى.
خفت الناس وخفت من سلطان المال وخفت من سطوة نفسى, فركنت لأمى فما وجدتها إلا سيدة تنزوى إلى أهل الرفاهية والحضر, تستنكر مظهرى ومنظرى, كانت دائما تبعدنى عنها بأطراف أصابعها وتقول اذهب لأبيك
حقا كان يطوينى حضنه لكنه كان حضنا مليئا بالشوك, شوك التظاهر والمقايضات والخداع.
لم أر إلا معاداة الأهل من ظننتهم أهلى, فلذت بنفسى وجلست قريبا من مكتبتى أعدت قراءة الكتب ونهمت المعرفة, وتعلمت كيف أعامل الناس بالحسنى, بحثت عن أعمال أساعد بها الناس وأقترب منهم لا أخشى وهم قتلهم لى, فعملت بالجمعيات واشتركت بمشاريع مساعدة الفقراء والمرضى وغيرها, فعلمت أن الناس يعيشون كلا بحاله, كل منهم يحمل عبئا مهينا على عاتقه, أعنت من استطعت ووجهت الآخرين لطرق تعينهم, حتى وصلت أعمالى لأبى, فضاق منى وقال أين تبذر مالى يا مسرف
لم أتوانى أن أطلب منه مساعدة هؤلاء الناس والقرب منهم, لكنه فضل كنز الذهب والفضة, فقلت إذن إما أنا يا أبى وإما المال.
وما أن فتح أبى فيه ليجبنى حتى سارعته تلك التى كنت أدعوها أمى بالجواب فقالت
مالنا, فما اشتريناك إلا به, وما أنت هنا يا صعلوك تحمل اسمينا إلا به, فما أنت إلا ابن شارع, مهين فى أهلك, دفعت بك أمك السارقة الشحاته مقابل المال.
لم أصدق إلا أن طال صمت أبى فلم يرد عنها كلامها
خرجت من بيتهم منكبا على وجهى, باحثا عن مرعى وعن مأوى
تركتهم بعد أن تركت كلمتى لهم
( شكرا)
مشت بى قدماى إلى المدرسة التى كنت أعلمك فيها, فقابلت المدرسة التى أتت بكِ, وطلبت منها ما ان تجد فرصة عمل أن تخبرنى, فقد كانت مدرستك مشاركة معى فى أعمال الخير
حتى أخبرتنى أنى أستطيع العمل كمدرس لتعليم الأميين, فما توانيت عن الموافقة وبدأت حياتى فى مجال غير دراستى تماما, لكننى ما أردت أن أكون حضرة الباشمهندس المشترى بالمال, أردت أن أبدأ بما أحب وما علمته نفسى.
كنت أعود تائها وحيدا أحاول البحث عن أمى لربما رأيتها لربما تعرفنى لربما أعرفها لربما يحن قلبى لها وتحن لى, حتى تذكرت تلك السيدة التى كانت تترفق لى, فبحثت عنها حتى وجدتها وكعادتها كلما رأتنى لكنها هذه المرة اقتربت منى ولمستنى وبكت حينما وجدت المذلة والحسرة والألم بعينى.
سألتها من أنتِ؟
فقالت أنا أم الفتاة التى أخذتها تعلمها, ورفعتها من سوء ما كانت به, شكرا لك يا ولدى
قلت لها هل تعلمينى؟؟ هل رأيتينى من قبل صغيرا؟؟ هل لكِ ولد تائه؟؟
قالت لا يا ولدى, إنى لأذكر لك جميلك فى ابنتى فعدنى أن تحميها وأن تحافظ عليها
كانت والدتك.. نعم كانت والدتك
مذ وعدتها وأنا أحميكِ, أعيدك لداركم ليس فقط لأرد أمانتها لكننى كنت أشتاق للحنان بعينيها, كانت عيناها حاضنتى, كنت أكره أمى التى باعتنى مقابل المال, لكنى ما كرهتها مذ عرفت والدتك, ما كرهتها مذ رأيت حالكم, ما كرهتها مذ أدركت أن أمى ما كانت لتبيعنى لولا أنها رأت موتى وشيكا منى.
تلك حياتى بكل بساطة, نائه لا أدرى لى أرضا ولا أدرى لى سماء غير أنى أرغب حقا أن أعود لأحضان والدتك
......................
.وماذا سأخبرها إن قابلتها؟؟
هل أخبرها أنى لم أحفظ أمانتك؟
..............................
ذكرتينى, حيث استلمت منى رسالتك .

9 رؤى:

في كل مرة اكتشف انه لازال هناك متسع لسماع هموم جديدة
تأثرت كأني انا
حينما تتقمص الشخصية للحظات فتصدق انك صاحب مآساة كتلك فتبكي و تتأثر و تشعر بالاحباط و اليأس و تنتظر نهايتك ان لم تكن تسعى اليها
ثم تفيق لتكتشف ان كل هذا لم يكن الا لحظات من الشرود وضعتك فيها كاتبة بارعة تعرف كيف تصور الحدث ؟؟
تنفرج اساريرك
لقد عشت عمرا آخر بقراءة هكذا حلقة
من فضلك
لا تكفي عن ادهاشي

لا تعليق بجد كل جلسه بتبهريني وبتعلميني شئ جديد انا كنت فاكر ان الجلسات ابتدي ينتهي محتواها لاكني اكتشفت قدرتك علي خلق القصص ببراعه استمري واعلمي اني هكون منتظر الجلسات الجديده :) رغم انقطاعي عن الكتابه لفتره بس هتابع البلوجر علشان اعرف جديد جلساتك

والله انا بخاف من الجلسات دى بسببك ومن هم
Like u
بيحبوا النكد :( :(
جاك سبارو
نورتنى :)
ويسعدنى دائما تعليقك
وتشجيعك لأخيتك :)

السلام عليك أ.أحمد
شرفتنى بتعليقك الكريم
والذى أسعدنى فما كنت أتوقع هذه المتابعه
وأسعدنى من حضرتك فى تعليقك شىء ما ربما لم ينتبه اليه الكثيرون
وهو أنها جلسات دخلت فى اطار قصصى
وليست قصه فى جلسات
أعلم أنها تميل للمعنى الثانى أكثر
ولكن كما يقولون
مش عارف ايه بداخل الكاتب
:))

شرفتنى يافندم
وكنت أتمنى أرى مدونة حضرتك
وأتمنى أحصل على الرابط
لأن حضرتك عامل حذر تجوال على البروفايل :)

شكرا جزيلا لحضرتك

بداية مثلما كل مره يجب ان احييكي علي براعة الاسلوب والقدره علي حبك الاحداث وجعل القارئ يتعايش معها ويتاثر بها

لكن هناك مازالت حلقه مفقوده احتاج ان افهمها ربما لاني لم اتابع الجلسات من اول جلسه

سؤالي هو .. ما قصة تلك البنت بايجاز شديد وحكاية اخيها وارتباطهم بهذا المدرس ,وايضا سؤال عن هذه الجلسه ما تلك المراه التي كانت تعطف عليه وهو صغير هل هي تختلف عن المراه ام الفتاه .. معلش وضحيلي الجزئيات دي عشان بقيت الجلسات ما تهش اكثر

ان شاء الله ربنا ينجحك وانا مستني الحاجه الساقعه تجيلي علي المدونه ممممممممم

تحياتي دائما

تسلم فارسنا
بس كده انت محتاج تقرا الجلسات من الاول
والا مفيش ساقع
هههههههه

قصة الفتاة لن تكتمل بموجز هنا
لانها لم تكتمل بعد :)

عن المدرس فهو انسان عاش مع سيدة تدعى أمه لكنها كانت ربته بمعنى انها اشترته من أمه الحقيقية

اما المرأة أم الفتاة فكانت تعطف عليه بنظراتها بحنانها

تمام كده ؟؟
:)

نورتنى ويشرفنى مرورك وتعليقك الطيبين دائما

شكرا جزيلا :)

يا خبر ابيض ايه كمية حضرتك ويا افندم دي كلهاو ا احمد اولا ده في كلية هندسه ثانيا ده ميتقلوش حضرتك ثالثا استاذ احمد ده يبقي انا بس اتلغبط ودخلت من الاكونت بتاع ال جي ميل ما علينا
انا فعلا كنت متخيل لما فتحتي المدونه انها هتكون جلسات مرضيه بجد بس هي كده عجباني قوي برده

يا سلام . طيب ما الكلام اللي شرحتيه ده انا فهمته لوحده والله انا مش غبي اوي كده ههههههههه

عموما لما بس يكون عندي وقت اقرا الجلسات من الاول ,بس كل ده عشان
تتهربي من الساقع ممممممممممم

سلامممممممم

ممممممممممممم

الله عليكي يابنتي انا بجد حسه اني معهم ومتعايشه الماساه

انتي بااااااارعه

إن كان البحر حياتنا التى اخترنا الإبحارَ فيه, وسكونه فى ليلة شتاء صدرك تدفئنى فيه, وموجاته العاتيات هموما تدافعت تغرقنا فيه.. فإنى أثق بك لأجدنى دوما بأحضانك تبحر بى لشطه الأمين.. أما قلت لى ياقدرى يوما أنك تستطيع السباحة والغوص فيه !!

شِـــق الـقــــمر


تنظر إلى الضوء من بعيد وتسمو بنفسك لتكون مصدر الضوء
ترقى لتنشر شعاعك فينير منهاجا فى ظلمة الليل
تلفت بعينيك فلا تجد إلا قوسا من القمر يبث ضياءه إليك
تعجب تندهش.....!!!!
ما باله لا يكتمل ليصبح ذاك البدر وضاحا ينثر من إشعاعه فيضىء طريقك والكون
وتتساءل وتنكر على الشمس قدرة انعكاس ضوئها لتمنح القمر دائرة الضوء
فيلحق الشق بك ليخبرك إذا ما توازعت نسمات ضوئى على سطح كرتى لتاه إشعاعى فى عتمة الضوء
فلا تنظر لسعةٍ دون وضوح ولكن اتبع ضوئى فستنظر الكون جلىّ
ذاك أنا لست البدر ولكنّى أحمل من التركيز ما يكفينى لينسبنى لصاحب الجمال ورومانسية الشعراء
ينسبنى لعالم السنان بين الكبار
ادعونى كما تدعونى
ولكن لا تنسوا
فضوئى نبراس
ذاك أنا أحمل طوق الضياء
وذاك مسماى
فأنا
شق القمر

متلـصـصــون

إننى على موعد مع الربيع


تنعزل عن العالم كله..تخشى العالم كله..ترغب فى ركن ولا تجده..تثور عليك معدتك..تشعر بألم بها يزيدك اضطرابا..يعلن هيجانه..يعلن صيحته..يغضبك..ينال منك

لا جديد فى بيتك..لا تغيير فيمن حولك..تريد أن تتغير..تريد أن تتقدم .. والكل واقف حولك

لتعود إلى حيث هم..وتقف وحدك..تبكى ولا تدرى هم أم أنت!!؟؟

قلبك الحنون , المجنون , الثائر , الملىء بالصخب والمجون يدور فى دائرة المجهول

ترى هل أحد يدرى ما به من صنوف... وما يدور حوله من دروب ..!!؟

تعاند , تثور , تلين , تغضب , تهجو , تمدح , تنتقد , تتكلم , تصمت ولا تتحدث , وفى النهاية

تتوحّـــد

إلى الشاطىء المقابل

نضحك.. وهل للضحك وظيفة إلا الإخفاء... .. فيا صانعا بسمتى (قلبى) حان لك أن تغلق الأدراج.. أن تسدل ستائر غرفة الماضى السوداء.. أن تخرج من غابات ليلك.. من صرخات مخاوفك.. أن تصم آذانك عن دوىّ موسيقاك المزعجة, قعقعات الأبواق, صرير صانعى السيمفونيات, دبيب أقدامهم, وعويل المطارق..



حان لك أن تبعث شمس الحاضر الدافئة من خلف الغيميات.. عد إلى مرسمك, أطلق لإبداعك العنان, وانثر الأخضر والأحمر وأطياف الروح.. بعثرها فى كل مكان, وانشر رياحين الجنان الغناء, وتنسم عبير مستقبلك النقى قادما إليك من نوافذ سماواتك الشفافة بطهرة المحيطات الزرقاء.. حرك برياحك سحبا فى كل مكان وامطر الأرض كسفا تسقى الميتة حبا وخيرا وجمال..




أحبــك


ءأمتعك التلصص!!؟