لماذا تنظر إلى وكأنك تنتظر بكائى على الماضى خاصتى
لا يا سيدى , لا تحسبنى سأبكى , ولا تنتظر
فلأتابع ولتنظر إلى وكأنك تسمع بشوق ما تحكيه شهرزاد
ولكن احذر
فلا تعد للنهاية .. أو تسأل متى
لا تشغل بالك
فلا يزال الفجر بعيدا والديكة نائمة
كل يوم كنت أعد الطعام بقدر ما تأتى به أمى من خضار وما تحويه الدار من حبوب وأرز
كما كنت أعد لجلسة الاستئناس خاصة أبى
فأغسل الشيشة والجوزة , وأصفى ماءهما , وأعد الحجر , وأصنف المواد , وأملأ زجاجات الكحول .
وأراه هذا الرجل بنفس النظرة المخيفة المتفضلة يتابع جسدى فى كل حركاته وسكناته
ويوما نظرت إليه أتابعه أنا من بين فواصل الخشب بالباب الذى أقف وراءه المقابل لجلستهم
فوجدته يشير إلى مكانى وينصت إليه أبى فى فرح ونشوة , ثم يطول الحديث وتلهّى بعيدا عنى
ثم وجدته يدفع لأبى , ظننت أن المال بيديه هو أجر مزاجه وليلته
وغاب الجميع عن وعيهم كما يفعلون كل ليل بل وكل يوم أيضا
ونادى أبى علىّ بعلو صوته تعالى وامرحى فهذا سعدك أتاكى
وأشار أبى لمجلسه بينه وبين الرجل الذى كان يلقى بسهام نظراته على جسدى , فذهبت وجلست
وليتنى ما جلست ولا حتى ذهبت , لولا خوفى من يد أبى تبطش بى فتدمينى
جلست لجواره فما وضع عينيه فقط إلا ومد يديه وأبى يضع يديه على قدمى يمنعنى عن القيام , وينظر إلى بشدة يخيفنى من رد فعله إذا قمت أو صرخت
وجدت الجميع فى الجلسة ينظرون بشهوة إلىّ
يتضاحكون ويتغامزون علىّ
يتحدثون فى ملامحى وفى معالم جسدى
أنا الطفلة فى الحادية عشرة لا أفهم ولا أعى شيئ , سوى أن جسدى الوافر وتقاسيمى تمنحنى سن السابعة عشر إذا ما عرفتَ منى مسبقا كم هو سنى
وبين لحظة والثانية
غمز أبى إلى الرجل باتجاه غرفته , فرفعنى الرجل بين يديه وحملنى وأنا ملجمة بنظرة أبى القاسية .
ذاك السكير أعمى القلب قبض مقابل ما دفع وخرج منتشيا فرحا ثم دفع الباقى وذهب
لأجد وأنا فى بكائى وحسرتى رجلا آخر من نفس الباب يدخل مترنحا حاملا بين يديه ورقة من فئة المائة جنيه قائلا دفعت مثلها لأبيك والضعفين , وارتمى بجسده علىّ
صرخ جسدى من الألم ولم يلبى لسانى خوفا من السوط
وما أن ذهب الواحد تلو الآخر دخولا وخروجا علىّ
حتى أخذها أبى مهنته فكان يقف مستمتعا بالتأوهات وهم يأخذون مقابل ما يقبض هو مع دخولهم وخروجهم علىّ
وأنا على هذا الحال يصمت جسدى تحت أجسادهم كتمثال شمع
يذيبه الألم ولا يصدر آها ولا يئن
مرت بى الأيام يوما بعد يوم
وما علمت يوما أنى بلغت
وقفت على عتبة الثالثة عشر
وأنا الأخرى أجد اللذة كلما رفضت أو هددت فيعطينى أبى مالا ويزيد
ويعطونى هم أيضا من ورائه كلما تدللت عليهم
كل منهم كان يأتينى بثياب هى أحلى ما يرانى بها
يتنافسون وأنا أثير تنافسهم فأعرض ما يأتون به على بعضهم البعض وأختار منهم وأشجب الآخر فيعيطنى أكثر أو يبتاع لى الأغلى
وفى يوم حار وأنا وحدى بالبيت أقف أمام وبور يحط أعلاه إناء كبير من الأرز
طرق الباب بقوة وهمس
وسمعت أبى يدخل يتمتم بكلمات لا معنى لها يغنى ويترنح ويقع ويقف
وأنا لا أبالى فهذه عادة , ليس من غريب ولا جديد سوى قدومه من الكباريه من جلسة الراقصات والعاهرات
رآنى أقف وجسدى يلمع وتحدد فى قميص النوم الأحمر وشعرى المتدلى ورائحة البرفان تفوح من جسدى
وما هى إلا أبحث عن سبب صمته فأدير وجهى لأرى الشر بعينيه كما رأيته لأول مرة حملنى صديقه منذ عامين
فحملنى وأوقع بى وإذ بى أدخل فى حالة من فقد الوعى
لا أطيق الكلام ولا الحديث ولا أن أصرفه عن جسدى الواهى
لكنى بالكاد أسمع ما يجرى حولى
ورغم ما أنا فيه فذئبه لم يتركنى
ودخلت أمى لتراه منكبا على وأنا أنزف بالدماء كغارقة فى بحر أحمر مذاقه مر
ووجدتها مَن كرهتها هى من تدفعه عنى وتحملنى صاحبة الجسد الضعيف المتهالك وتجرى بى إلى المستوصف القريب ليخبرها الطبيب أنه كان سقطا لحمل
حمل , وأى حمل , وأنا ما رأيت أثرا لدم قط
عادت أمى للبيت وحدها تخبط أكفها وتلعن السبت يوم أنجبتنى ويوم تزوجت من الوحش
ودخلت عليه بثورتها , فما أغاثها من سطوة سوطه سوى تشقق يديه وألم رسغيه
وهددها بقتلى ودفن فضيحتى معى لو أنها هجرته
لم أكن أعرف سبب كرهك لكننى اليوم عرفت
وعرفت من يلزمنى كرهه ومن يلزمنى تقبيل قدميه

4 رؤى:

ياااااااااااه يارونى قلبتيها دراما خالص وبتضغطى على نقطة للاسف منتشرة رغم كوننا مجتمع شرقى متحفظ واسلامى متدين .. ومحزنة جدا وماساة جدا كان الله فى عون من جربها فعلا ويعينهم على الشر واعوانه .. بانتظار البقية
اسلوبك وتصويرك لا وصف لهما روعة يا سيدتى .. انحنى لتقدير تلك الموهبة عزيزتى

انا اول رد .. حمد لله افتكرى الجمايل ده

في انتظار النهايه .. حتى أكون رأيا ً واضحا ًً

ولكن ..أستطيع القول بأنك وصلتي بطريقة الكتابه - ليس فحوي المكتوب - إلى مستوى جيد جدا

hdi hgpb,m ]n
ايه الحلاوة دى
فى انتظار النهاية

نورت المدونة سيدى صاحب مدونة " على بلاطة " ... وجميل مدونتك أيضا
وتحتاج الى التقليب كثيرا
باذن الله تتعدد الزيارة
شكرا لحضرتك
شرفت لمرورك

إن كان البحر حياتنا التى اخترنا الإبحارَ فيه, وسكونه فى ليلة شتاء صدرك تدفئنى فيه, وموجاته العاتيات هموما تدافعت تغرقنا فيه.. فإنى أثق بك لأجدنى دوما بأحضانك تبحر بى لشطه الأمين.. أما قلت لى ياقدرى يوما أنك تستطيع السباحة والغوص فيه !!

شِـــق الـقــــمر


تنظر إلى الضوء من بعيد وتسمو بنفسك لتكون مصدر الضوء
ترقى لتنشر شعاعك فينير منهاجا فى ظلمة الليل
تلفت بعينيك فلا تجد إلا قوسا من القمر يبث ضياءه إليك
تعجب تندهش.....!!!!
ما باله لا يكتمل ليصبح ذاك البدر وضاحا ينثر من إشعاعه فيضىء طريقك والكون
وتتساءل وتنكر على الشمس قدرة انعكاس ضوئها لتمنح القمر دائرة الضوء
فيلحق الشق بك ليخبرك إذا ما توازعت نسمات ضوئى على سطح كرتى لتاه إشعاعى فى عتمة الضوء
فلا تنظر لسعةٍ دون وضوح ولكن اتبع ضوئى فستنظر الكون جلىّ
ذاك أنا لست البدر ولكنّى أحمل من التركيز ما يكفينى لينسبنى لصاحب الجمال ورومانسية الشعراء
ينسبنى لعالم السنان بين الكبار
ادعونى كما تدعونى
ولكن لا تنسوا
فضوئى نبراس
ذاك أنا أحمل طوق الضياء
وذاك مسماى
فأنا
شق القمر

متلـصـصــون

إننى على موعد مع الربيع


تنعزل عن العالم كله..تخشى العالم كله..ترغب فى ركن ولا تجده..تثور عليك معدتك..تشعر بألم بها يزيدك اضطرابا..يعلن هيجانه..يعلن صيحته..يغضبك..ينال منك

لا جديد فى بيتك..لا تغيير فيمن حولك..تريد أن تتغير..تريد أن تتقدم .. والكل واقف حولك

لتعود إلى حيث هم..وتقف وحدك..تبكى ولا تدرى هم أم أنت!!؟؟

قلبك الحنون , المجنون , الثائر , الملىء بالصخب والمجون يدور فى دائرة المجهول

ترى هل أحد يدرى ما به من صنوف... وما يدور حوله من دروب ..!!؟

تعاند , تثور , تلين , تغضب , تهجو , تمدح , تنتقد , تتكلم , تصمت ولا تتحدث , وفى النهاية

تتوحّـــد

إلى الشاطىء المقابل

نضحك.. وهل للضحك وظيفة إلا الإخفاء... .. فيا صانعا بسمتى (قلبى) حان لك أن تغلق الأدراج.. أن تسدل ستائر غرفة الماضى السوداء.. أن تخرج من غابات ليلك.. من صرخات مخاوفك.. أن تصم آذانك عن دوىّ موسيقاك المزعجة, قعقعات الأبواق, صرير صانعى السيمفونيات, دبيب أقدامهم, وعويل المطارق..



حان لك أن تبعث شمس الحاضر الدافئة من خلف الغيميات.. عد إلى مرسمك, أطلق لإبداعك العنان, وانثر الأخضر والأحمر وأطياف الروح.. بعثرها فى كل مكان, وانشر رياحين الجنان الغناء, وتنسم عبير مستقبلك النقى قادما إليك من نوافذ سماواتك الشفافة بطهرة المحيطات الزرقاء.. حرك برياحك سحبا فى كل مكان وامطر الأرض كسفا تسقى الميتة حبا وخيرا وجمال..




أحبــك


ءأمتعك التلصص!!؟